وكأن اضطراب نومى واستيقاظى فى هذا الوقت الغريب لادرك ان العالم اكبر من ان يرفضنى شخص او مجموعه او ارفضهم وان هناك ماهو اكبر من ذلك
رفض لايداويه اى شئ حينما ترفضنا ارض بكاملها خلقوها عبثا وسموها اوطان انتمينا اليها وتفاخرنا بها فرفضتنا لان اصحاب الكروش لم يكفيهم اوطانهم ولا اماكنهم فجائوا ليزاحمونا فى اماكننا ثم يطردونا منها لاوطان اخرين لايقبلونا فيضيق بنا العالم لانستطيع ان نهيم على وجوهنا هيام الانسان الاول لاننا وان فعلنا سنجد حاميوا الاوطان يسالونا عن اوراق ثبوتية تعى من نحن ولا نعى ويسالونا حاميوا الاوطان عن اوطاننا فنفتش فى جيوبنا فلا نجدها نعود ادراجنا لنبحث عنها لعلها سقطت منا فى الطريق توبخ الزوجه زوجها "لماذا لم تحافظ عليها واسقطتها من يدك"
فيقول لها "واين كنتى عندما سقطت؟"
-"كنت اطعم الصغار" ويمتد الجدل بين الزوجين هل الطعام اهم ام الوطن!؟
ونظل نسير نبحث عن الوطن ليال متتاليه علنا نجده دون جدوى
فنأتى بكل قواميس ومعاجم العالم نبحث فيها لنجدهم كتبوا عنا تارة اننا "لاجئين" وتارة اخرى اننا "منبوذين" فيسال الطفل ابوه "اذا يا ابى لقد انشأوا الاوطان لنغترب؟" ويتردد السؤال فى اذهانهم جميعا ويتردد فى ذهن كل من سينضم لهم بعد ذلك حتى فناء الكوكب.