الخميس، 12 أبريل 2012

مذكرات لزمن قادم

اخذت نفسا عميقا من سجائرها بعمق سنين عمرها التى قضتها وحيده تذكرت ما يقارب العشرة اعوام قضتها وحيده فى العشرة اعوام الاخيره اتمت الخمسين عام تقريبا ربما اكثر ليس تبعا للاوراق الرسمية لكن تبعا لعداد نشاطها وانطلاقتها التى مر عليها زمن طويل اصبح عمرها يقاس ما قبل العشرة اعوام وما بعدها 
ما قبل العشرة اعوام كان بداخلها طاقه هائله للموت فى سبيل افكارها ومبادئها كانت تعيش فى سجنها الاسرى تريد ان تخرج منه وتحلق بعيدا لكن بعد ان تخلصت من هذا القيد الاسرى تحن له الان وبشده حتى وان بقيت فيه مسلسله الايدى والارجل والعقل ايضا فهو ارحم من وحدتها الموحشه الان تذكرت بعد ان توفى والدها وتاكدت وقتها انها تخلصت من كل مشاكلها وخرجت للدنيا بعمر جديد لتكمل نضالها من اجل افكارها لكنها وجدت كل شئ قد تغير اماكنها المفضله تغيرت اصدقائها المفضلين تباعدوا لم يعودوا كما كانوا فى البدايه نظر اليها الجميع على انها جديده فى تلك الحياه لكنها استسلمت للامر الواقع وقررت ان تكمل ما بدأته 
لكن الان بعد ان لحقت والدتها بوالدها اصبح كل شئ روتينى حتى افكارها واحلامها ومبادئها حتى كتابتها اصبحت روتينيه توقف الناس عن قرأة كتابتها يعرفون مسبقا ما ستكتبه ستكتب عن وحدتها وكابتها وان لا شئ جديد يحدث واذا زادت كابتها ستهدد بالانتحار لكنها لن تفعل ذلك اصبح الناس مسبقا يعرفون ما ستقوله يهربون منها كثيرا ويشفقون عليها احيانا تذكرت كل ذلك وهى تحدق فى الفراغ تجلس فى شقتها لا احد سواها هى وسجائرها وخيبة املها 
راجعت نفسها -بعد فوات الاوان- ادركت انها لو احبته مثلما احبها وقبلت ان تتزوجه لكان الامر اهون كثيرا الان على الاقل كانت ستجد احد معها يطمئن عليها تذكرت كيف كان حبه لها كبيرا وكيف انها كانت متبلده المشاعر امامه الان تتمنى لو لم تفعل ذلك لم تكن تحلم فى شبابها ان تنتهى مثلها مثل اى فتاه تتزوج وتنجب اولاد وتكمل مسيرة الحياة كابائها واجدادها كانت ترفض ذلك وبشده لكنها الان تتمنى لو كانت فتاه طبيعيه مثلها مثل اى فتاه او اى انسان تكمل مسيرة الحياه على الاقل تحققت احدى امانيها الاتنتهى نهايه تقليديه امسكت بهاتفها وطلبت رقمه ردت عليها فتاه فسالتها عنه قالت لها انه غير موجود انهت المكالمه قبل ان تسالها الفتاه عن اسمها انتابها شعور قاتل بالغيرة والاكتئاب كالعاده فتحت الكمبيوتر وجدت صوره ومعه فتاه جميله ايقنت انها هى التى ردت عليها اخذت تتامل ملامحها  انها اجمل منها بكثير وواضح جليا انه يحبها حد الجنون وهى ايضا ظهر شبح ابتسامه على وجهها فهى تعلم جيدا انه يستحق فتاه تحبه مثل تلك الفتاه 
بكت بشكل هستيرى وتمنت ان تعود بها الايام للوراء كانت ستدرك وقتها الاشياء الجميله التى حولها


بعد حوالى شهر كما حددها الطبيب الشرعى وجدوها ملقاه فى شقتها بجانبها هذه الورقات وسكين حاد قطعت به شراينها 
تاثر الكثير بالحادثه لكن لم يمر وقت طويل كانوا قد نسوها