الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

الطريق .. بعدك

سابدأ حكايتى مثلما تبدأ كل الحكايا من يوم جميل اخذناه خلسة من الزمن حتى لو لم ندرك اهميته لكن مايأتى بعده من احداث يجعلنا نتمنى لو وقف الزمن عند هذا اليوم لكنه فى الواقع ليس يوم انها ايام كنت اعيش فيها مع "ابى" ..كان ابى..فالاب "لغويا" هو صاحب الشئ او من كان سببا فى ايجاد شئ او ظهوره او اصلاحه هل كان ابى لانه كان صاحبى ام لانه كان سببا فى وجودى ام لانه جعلنى الشخص الذى اصبحت عليه ام لكل ذلك لا اعلم بالتحديد لكن كل ما اعلمه انه كان ابى اتذكر بوضوح تلك الايام التى كان يحكى لى فيها الحكايات الايام التى كان ينظر لى ويؤكدلى اننى اقوى شخص فى هذا الكون والا اسمح لاي شئ او شخص ان يكسرنى عندما اصل لهذه الجمله تعلو شفتى ضحكة مستهزءه "لا اسمح لاى شخص ان يكسرنى" اتذكر ملامحه وهو يقولها اطمئن يا ابى لم ولن اسمح لاحد ان يكسرنى فمن كسرنى هو انت بنفسك على الارجح لا تعلم هذا حتى الان بعد مرور كل تلك السنوات لكن هذه هى الحقيقة فى ذلك اليوم الذى استيقظت فيه ولم اجدك بحثت عنك فى كل مكان برعب دون جدوى انتظرتك ايام طويلة حتى اعيانى الانتظار حتى انهكنى التعب والجوع لحكاياتك
خرجت لهذا العالم العجيب اتكشفه لاول مره من دونك من دون ان تمسك يدى وتعبر بى الطرقات ولم تنسى ان تشترى لى الحلوى.فى الطريق بدأ يتكشف العالم امامى من دون يديك ولا صوتك ولاحلوياتك وكانى اتعلم المشى لاول مرة اجد صعوبة فى تحريك ارجلى لاخطو خارج المنزل بمجرد ان اصل لباب المنزل يعمينى نور الشمس ولاول مره يضايقنى لم تكن موجود لتضع يدك امام عينى حتى ارى بوضوح امشى بنفس الطرقات التى قطعناها ذهابا وايابا سويا كل يوم لازالت ذكرياتى معك عالقة فى الشوارع كانها اصبحت جزء منه ابكى بشده تحجب الدموع عنى الرؤية ارى من بين كل تلك الدموع اناسا ينظرون لى فى تعجب ولا يد تمتد فيهم لتحتضنى ولا وجهك يظهر لى ولا انت تاتى تعلمت فى تلك الايام كيف اجوب الطرقات وحدى كيف اشترى لنفسى الحلوى والاهم انى تعلمت كيف احتضن نفسى فى تلك الايام الباردة واحكى لنفسى الحكايات حتى انام كان يؤلمنى الامر فى اوله لكنى اعتدت بعد ذلك اصبحت افعل كل ذلك دون ان اذرف الدموع
حتى بعدما عدت فجأه دون مقدمات ودون تبرير لغيابك الطويل لم اهتم كثيرا احتضنتنى بقوة واخبرتنى كم انا كبرت واصبحت مسؤله نعم فانا اصبحت كذلك اصبحت لا اتوقع عودتك ولا حضنك اكدت لى مرارا كم انا كبرت واصبحت اتعامل مثل الكبيرات دخلت غرفتى وبردت اظافرى ووضعت مساحيق التجميل التى يضعها الكبيرات والكبار على وجوههم حتى يخفوا ما يفكرون فيه وتكلمت معك مثل الكبار قلت مالا اعنى وعنيت ما لا اقول
سمحت لك ان توصلنى لطريقى الذى ساكمله للنهايه سرت بجانبى لكن ليس بحضنك كما كنا ودعتك ببرود كما يفعل الكبار واكملت سيرى دون ان التفت ورائى